البومة الحزينة
ذاتَ يومٍ مِنْ شتاءٍ هَبَّتْ عاصفةٌ شديدةٌ هوجاءُ لا تَرْحَم .
لم تَبْقَ شجرةٌ .... ولا حيوانٌ .... ولا أكواخٌ .... ولا أعشاش . إلا وقد عصفت بها .
بعدَ هدوءِ العاصفةِ وَجَدَتْ البومةُ الأُمُّ نفسَها وحيدةً بدونِ أطفالِها أخَذَتْ تبحثُ عنهم في كلِّ مكانٍ فَلَمْ تَجِدْهُمْ .
استمرتْ في البحثِ على مدى الأيامِ التّاليةِ مِنَ الصّباحِ الباكرِ حتّى منتصف اللّيل . كانتْ تصعدُ فوقَ أعلى غُصْنٍ لشجرةٍ في الغابةِ وتنادي صغارَها ، علَّهم يسمعونَ صوتَها ويأتون إليها .
تضايقتْ حيواناتُ الغابةِ مِنْ صَوْتِ البومةِ الذي يزعج نومهم . فَكَّرَتْ البومةُ في إيجادِ حَلّ ِ يُرْضي كلَّ الأطراف .
عندما جاء اللّيلُ صَعَدَتْ إلى الشّجرةِ كعادتِها وبدأتْ بالغناء بكلماتٍ شجّيةٍ حزينةٍ ، تََذْكُرُ فيها أسماءَ صغارِها المفقودينَ .
في الصّباحِ شكرتَها الحيواناتُ على غنائِها الشجيّ ِ الجميلِ الذي يُطْرِبُ آذانَهم ويخفّفُِ عنهُم وَحْشَةَ ظُلْمةِ الّليلِ .
مرَّتْ الأيامُ والبومةُ الأُمُّ لمْ تيأَسْ مِنْ إيجادِ صغارِها ومواصلةِ الغناءِ ، مِنْ أعلى الشجرةِ ودموُعها تُذْرَفُ مثل قطراتِ المطر .