الأرنوبة الخائفة
ي يومٍ صباحُهُ دافِئٌ .... مُنْعِشٌ .... استيقظتْ الأرنوبةُ الجميلةُ على حُلُمٍ مزعج كان قد عكر نومها ونفسيتها الرقيقة ، حتى غدت متشائِمةً لا ترغبُ بالخروجِ من المنزلِ خوفاً من المجهولِ ، رافضةً اللّعِبَ مع أصدقائِها الأرانبِ ، مدّعيةً أنّها مريضةٌ وأقدامُها تؤلمها !
ظلّتْ في المنزلِ صامتةً حزينةً تنظرُ من الشُّبّاكِ الصّغيرِ إلى الحيواناتِ ، كيف كانت تلهو وتلعبُ مستمتعةً بصفاء السماءِ . من بعيدٍ رأتْ أصدقاءَها الأرانبَ قد عادوا مُسْرِعينَ مهرولينَ ، وأصواتُهُم العاليةُ تسبقهم وهم ينادونها أرنوبة .... أرنوبة .... أرنوبة افتحي الباب !!!
وقفت أرنوبةُ جامدةً مذهولةً لا تستطيعُ الحَراكَ ، أخرجتْ رأسَها من الشُّباكِ تنظرُ إليهِم بعينيها الواسعتينِ الخائفتينِ . آه .... آه يا تُرى ماذا
حَدَث !
اقتربوا منها .... مِنَ الشُّباكِ حاملينَ مَعَهُمْ باقاتِ زهورٍ عَطِرَةً والأبتسامةُ مرسومةٌ على شفاهِهم الوردية .
أرنوبةُ مبروك .... مبروك لقد فزتِ بالجائزةِ .... بجائزة الأرانبِ الكبرى.
قفزتْ مِنَ الشُّباكِ سعيدةً ترقصُ فرحاً .
تعجبتِ الأرانبُ من أمرها قالوا لها : عَجَباً منكِ يا صديقة ! قبلَ قليلٍ رفضتِ اللَّعِبَ معنا لكونِك مريضةً وأقدامك تؤلمك .. والآنَ ترقصينَ ..
وتقفزين !!
أجابتهم والخجلُ يلوَّنُ وجنتيها الورديتين : أعدُكم يا أصدقائي الأعزاءَ بعدمِ تكرارِ الأعذارُ الكاذبةُ لاحقاً ..
أسرعتِ الأرنوبةُ تركضُ وتقفزُ بينَ الأشجارِ والورودِ وهي تردِّدُ مع نفسِها
(ما أجملَ الحياة بالتفاؤل ! ولن أكونَ ناجحةً ... سعيدةً بدون تفاؤل) .