الجدة الطيبة
سالي .. تهاني .. أحمد ، أحفاد لجدة طيبة القلب .. تحبهم كثيراً .. تشتري لهم هدايا .. ترعاهم في أثناء غياب والدتهم .. وذهابها الى المدرسة .
هكذا أصبح الأحفاد (الحلوين) متعلقين بالجدة جداً جداً .
لكن شاءت الظروف أن يبتعدوا عن الحضن الدافئ والانتقال إلى مكان
بعيد ، حيث يعمل والدهم .
الجدة الحنونة لم تفارقهم أبداً كانت تسافر إليهم بين الحين والحين حاملة معها المحبة الصادقة .. والهدايا الجميلة .
مع الأسف الشديد تمرضت الجدة طيبة القلب بمرض خطير ألزمها الفراش مدة طويلة ..
لم تتوقف دموع الأحفاد عن البكاء .. لم تتعب أفواههم من الدعاء .
غادرت والدتهم البيت لتذهب الى أمها لترعاها تاركة لهم مسؤولية كبيرة معلقة على أعناقهم الصغيرة .. مسؤولية البيت وأخيهم حمودي .
ما إن انتهت الامتحانات حتى سارعوا بالسفر الى بيت الجدة ، وعندما وصلوا وجدوا الباب مفتوحاً . هرولوا مسرعين .. ينادون بأصواتهم العالية
جدة .. جدة .. جدة لقد جئنا .
اقتربوا من غرفتها وجدوها خالية من الجدة الجميلة إلا من ذكراها الطيبة التي ستبقى خالدة إلى الأبد دون نسيان .
عادوا إلى البيت خائبين .. عيونهم البريئة غارقة بالدموع تاركين وراءهم أحلى ذكريات في البيت الكبير ذي الحديقة الواسعة والأشجار الثلاثة العالية .. وصوتها العذب يلاحقهم أينما كانوا وهي تناديهم على فراشها الطاهر سالي .. تهاني .. أحمد .. اعتنوا بأنفسكم .. بدروسكم .. أحبكم جميعاً وفقكم الله .